تمثالا ممنون العملاقان

وصف تمثالي ممنون: هذان التمثالان العملاقان عديما الوجه (جمع كلمة كولوسوس، والتي تعني تمثال أكبر من الحجم الطبيعي) هما أول ما يراه الزائر عندما يصل إلى الضفة الغربية لنهر النيل مقابل الأقصر. وهذا ليس مفاجئًا عندما تسمع أبعادهما: يبلغ ارتفاعهما 60 قدمًا (18 مترًا) فوق السهول ويقدر وزن كل منهما بنحو 720 طنًا. تعد زيارة "تمثالي ممنون" على الساحل الغربي لمدينة الأقصر جنوب مصر من أهم الجولات للمجموعات السياحية نظرًا لشهرتهما العالمية. تاريخيًا، يعود تاريخهما إلى أمنحتب الثالث، أحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة الذي حكم مصر لمدة 38 عامًا، ولكن كان من الشائع أن يُطلق عليهما اسم "ممنون" بعد تعرضهما لزلزال في عام 27 قبل الميلاد. هل هناك علاقة بين بطل حرب طروادة والتمثالين الفرعونيين؟ من هو ممنون؟ يقال أن ممنون حسب الأساطير اليونانية هو ابن إيوس، إلهة شروق الشمس.

طور الملك أمنحتب الثالث عمارة بناء المعابد بشكل نوعي في عهده الذي عرف بالاستقرار والنهضة، ويظهر ذلك جليًا في تمثالي "ممنون" اللذين يصوران الملك الفرعوني جالسًا على العرش ويداه مفرودتان على ركبتيه ناظرًا نحو الشرق في منطقة معبد الأقصر يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر، وكان يعرف في اللغة المصرية باسم معبد الأقصر ، كما نحت شخصيتين قصيرتين على واجهة العرش بجوار ساقيه والدته موتي إم ويا وزوجته تي. وكان تصنيع التمثالين شاقًا، حيث تم صنعهما من كتل من الحجر الرملي الكوارتزيتي التي تم استخراجها من الجبل الأحمر بالقرب من العاصمة القاهرة في الوقت الحاضر، وتم نقل الكتلتين اللتين تزنان أكثر من 2000 طن عبر السفن النهرية في الاتجاه المعاكس لنهر النيل مما جعل رحلتهما صعبة وبعد وصولهما أشرف على عملية النحت.تمثال أمنحتب الثالث أمهر مهندسي عصره من جميع المناطق. وصل ارتفاع كل تمثال إلى 18 متراً وعرضه 60 قدماً، ووزن كل منهما 720 طناً، والمسافة بينهما 15 متراً.

أصوات عويل ممنون (أسطورة ممنون) بعد وفاة الملك أمنحتب الثالث بفترة، تعرضت منطقة البر الغربي لزلزال قوي، في عام 1200 ق.م تقريبًا، تسبب في تدمير معبده الجنائزي، وتأثر كلا التمثالين بشكل طفيف. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي عام 27 م، تعرضت المنطقة لزلزال أقوى، تسبب في حدوث تشققات وتصدعات قوية في جسم التمثالين، وخاصة الشمالي، وأُجريت له ترميمات بسيطة لإعادة بنائه، وقد تسببت التشققات التي حدثت في التمثال الشمالي في النصف السفلي في إصداره لصافرة تشبه الغناء الحزين أو العويل نتيجة مرور الهواء من خلاله، وذلك كل يوم خلال ساعة أو أكثر قبل شروق الشمس عند الفجر، وقد سجل ذلك العديد من المؤرخين والرحالة الرومان واليونانيين.

أسطورة ممنون أصبح كلا التمثالين مشهورين عالميًا على أيدي الإغريق، حيث فسروا صوت الصفير الحزين على أنه نحيب بطل حرب طروادة (ممنون)، الذي قاد جيوشه من أثيوبيا إلى آسيا الصغرى للمساعدة في كسر حصار المدينة، لكنه قُتل على يد (أخيل). ووفقًا للأسطورة التي انتشرت على نطاق واسع، "طلبت إيوس، والدة ممنون، إلهة شروق الشمس، من الإله زيوس، أعظم آلهة اليونان، أن يميز ابنها عن بقية البشر، فكان وعده لها أن يتردد صوته يوميًا، وستبكي والدته عندما تسمع هذا الصوت. نقوش العصر الروماني تحتوي التمثالين على 107 نقوش من العصر الروماني باليونانية واللاتينية، يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 20-250م؛ سمحت هذه النقوش للمسافرين المعاصرين بربط التمثالين بالأدب اليوناني واللاتيني الكلاسيكي. وتتضمن العديد من النقوش اسم "ممنون".

وساهم دخول قصة التمثالين إلى عالم الأساطير في انتشار اسم ممنون بعدهما، رغم أنهما تاريخيًا يعودان إلى الملك أمنحتب الثالث، الذي اختفى اسمه إلا بين العلماء والباحثين، وبدأ الجميع يطلقون عليهما (ممنون)، حتى سكان المنطقة الأصليين. وقد جذبت هذه الأسطورة زيارات الإغريق والرومان في العصور القديمة للاستماع إلى صوت عويل ممنون، وفقًا للتفسير الشائع آنذاك، وهو في الأساس صوت الهواء الذي يمر عبر الأجزاء المتشققة، مما جعله من أشهر المزارات القديمة والحديثة. ووفقًا للعديد من المؤرخين، "توقف الصوت في عام 200 ميلادية". وبعد إجراء عدد من عمليات الترميم البسيطة التي عالجت الشروخ والتشققات المنتشرة في المكان، تبدأ اليوم أفواج سياحية خلال زيارتها للبر الغربي للأقصر، بزيارة تمثالي ممنون، بسبب ارتباطهما الشهير بأسطورة حرب طروادة، رغم حجمهما الضخم الذي يغري الكثيرين بالتقاط الصور بينهما. وتحرص بعض الأفواج السياحية على رؤيتهما من خلال رحلات البالون الطائر ثم زيارتهما على الأرض لالتقاط الصور لهما، بسبب شهرتهما بين كافة الجنسيات السياحية التي تزور مدينة الأقصر.

أشياء يجب معرفتها قبل الذهاب تعد تماثيل ممنون العملاقة من الأماكن التي يجب زيارتها للمصورين ومستخدمي موقع إنستغرام وعشاق التاريخ. وبينما لا يمكنك دخول الحفريات خلف التماثيل، فمن الممكن أحيانًا مشاهدة علماء الآثار أثناء العمل. التضاريس المحيطة بالتماثيل مسطحة ومتساوية إلى حد معقول، مما يجعل الموقع سهل الزيارة على كرسي متحرك أو عربة أطفال. متى تصل إلى هناك تكون تماثيل ممنون العملاقة مزدحمة طوال اليوم. إذا كان التصوير الفوتوغرافي مهمًا بالنسبة لك، ففكر في الوصول عند شروق الشمس، عندما يكون الضوء على التلال خلفها مذهلاً، ولن يكون هناك سوى عدد قليل من المسافرين الآخرين. إذا لم يكن الأمر كذلك، فامنح الأولوية لمواقع مثل استُخدم وادي الملوك كغرفة دفن لمدة 500 عام تقريبًا، وكان يُستخدم لدفن الملوك وعائلاتهم وممتلكاتهم. وادي الملوك وأنهِ يومك عند التماثيل بدلاً من ذلك. كيفية الوصول إلى هناك تقع تماثيل ممنون العملاقة على بعد ميل أو نحو ذلك (2 كيلومتر) من الضفة الغربية لنهر النيل، مقابل مدينة الأقصر، لكن رحلة الطريق تستغرق وقتًا أطول بكثير حيث يقع الجسر خارج المدينة. لا توجد وسائل نقل عام وقد تكون حركة المرور في المدينة المصرية صعبة، لذا فكر في الانضمام إلى جولة أو حجز سائق/مرشد خاص. لماذا تسمى التماثيل عمالقة ممنون؟ في حين أن التماثيل تخلد ذكرى أمنحتب الثالث، الذي حكم مصر حوالي عام 1400 قبل الميلاد، إلا أنها معروفة بشكل كبير باسمها الروماني، عمالقة ممنون. بعد حوالي 1000 عام من وفاة أمنحتب، قرر الإغريق القدماء (ولاحقًا الرومان) أن التماثيل تخلد ذكرى محارب أفريقي يُدعى ممنون، قُتل أثناء حرب طروادة. Colossi هو جمع colossus، والذي يعني "تمثال عملاق".